من دبي إلى نيويورك.. رحلة موسيقية تعكس قوة الإبداع الإماراتي
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 7 اكتوبر 2025: الموسيقى لغة عالمية تتجاوز حدود المكان، وجسر يربط الأجيال والثقافات، وهي ذاكرة الشعوب ونبضها الحي، وتتميز الموسيقى بقدرتها على تعزيز التنوع الثقافي والتقارب الفكري، ما يجعل منها إحدى ركائز الاقتصاد الإبداعي في إمارة دبي التي عملت منذ سنوات على بناء بنية تحتية قوية قادرة على دعم قطاع الموسيقى و الإبداع الإماراتي لضمان حيويته واستدامته، فيما تواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي جهودها لتمكين الكفاءات الموسيقية وأصحاب المواهب المحلية، وتحفيزهم على تحقيق طموحاتهم، ويبرز هذا التوجه من خلال رعاية الهيئة لـ “الأوركسترا الوطنية للشباب – دبي”، التي حققت إنجازاً مميزاً عبر تقديمها عرضاً موسيقياً على خشبة قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك، لتصبح بذلك أول أوركسترا إماراتية تعزف في واحدة من أعرق قاعات الموسيقى الكلاسيكية في العالم. ويأتي ذلك بدعم من “منحة دبي الثقافية”، المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي.
رحلة أعضاء الأوركسترا الوطنية للشباب – دبي، إلى مدينة نيويورك، لم تكن مقتصرة على العزف في قاعة كارنيغي، وإنما شملت برنامجاً متكاملاً من التجارب الموسيقية والورش التدريبية، حيث أتيحت لهم فرصة زيارة عدد من أبرز المعالم الثقافية والفنية في نيويورك، مثل مدرسة جوليارد المرموقة، وقاعة ستاينواي آند سونز الشهيرة، إضافة إلى المشاركة في سلسلة من ورش عمل متخصصة بإشراف نخبة من الفنانين العالميين، ومن بينهم المايسترو هيلين تشا‑بيو، المديرة الفنية لمعهد وارتون لفنون الأداء، والقائدة الرئيسة لأوركسترا شباب نيوجيرسي السيمفونية.
وفي تعليق لها على تجربة العزف في قاعة كارنيغي، أشارت العازفة صوفيا فاغيهي إلى أنها لم تتخيل يوماً أن تحظى بفرصة العزف في القاعة التي احتضنت كبار الموسيقيين في العالم. وقالت: “أعتبر هذه المشاركة محطة مهمة في مسيرتي الفنية، حيث تمكنت من خلال الأوركسترا الوطنية للشباب – دبي، من اكتشاف شغفي الحقيقي بالعزف الجماعي والموسيقى الأوركسترالية. ورغم مشاركتي سابقاً ضمن فرق موسيقية مدرسية، إلا أن جودة الأعمال التي قدمناها مع الأوركسترا الوطنية للشباب، دفعتني إلى بذل المزيد من الجهد لفهم الموسيقى بكل ما تحمله من معانٍ وقصص”.
ومن جانبها، عبّرت عازفة الكمان والبيانو ماريا مصراني، إحدى أعضاء الأوركسترا، عن سعادتها بهذه الرحلة، مؤكدة أنها منحتها ثقة أكبر في مواصلة مشوارها مع الموسيقى. وقالت: “تركت هذه التجربة أثراً كبيراً في نفسي، واكتشفت من خلالها كيف تسهم الموسيقى في جمع الناس، وتنمّي فينا القدرة على الصبر”. ولفتت إلى أن عزفها على البيانو في قاعة ستاينواي شكّل مصدر اعتزاز لها ولحظة مهمة في حياتها، مشيرةً إلى أن زيارة مدرسة جوليارد الموسيقية ولقاءها بمجموعة من الأساتذة والموسيقيين، إلى جانب التدرب والعزف في قاعة كارنيغي، كانت تجارب ملهمة حفزتها على مواصلة حلمها بدراسة الموسيقى في المستقبل.
في حين وصف عازف الإيقاع آدم يوسف سالم هذه التجربة بأنها خطوة ملهمة شجعته على مواصلة التدريب وتطوير مهاراته في هذا المجال، معبّراً عن سعادته بكونه من أوائل أبناء المنطقة الذين يعزفون في قاعة كارنيغي الشهيرة. وقال: “أتاحت لي هذه التجربة فرصة العمل مع مجموعة من الموسيقيين والمعلمين الملهمين، كما مكنتني من اكتشاف قدراتي، وعززت رغبتي في مواصلة التعلم حتى أتمكن من العزف في أماكن أخرى حول العالم”.